السبت، 17 ديسمبر 2011

مع الطيبين : عمي احمد

عمي احمد ... هكذا اعتدت ان اقول له ... كان الرجل ضعيف البنيه ... بمجرد ان تراه تشعر بضعفه و ضعف صحته ...كان يمشي بطيئا مع ان سنه ليس كبيرا فهو في الأربعينات

كان مريضا بالسكر ... و ربما معه الضغط و القلب!!!

و كنت ارد له التحيه او القيها عليه و هو ذاهب للصلاه او و هوه عائدا من عمله

بيته بسيط و زوجته سيدة بسيطه و طيبة مثله

بالصدفه المحضه اقتربت منه قليلا فدخلت منزله و استغربت ان يكون هذا الرجل المريض و الضعيف يفل ما علمت انه يفعله

كان يلم التبرعات من ذوي المال و يذهب ليشترى بها قماش متنوع  ثم يذهب ليفصل هذا القماش اثوابا يوزعه على الفتيات الفقراء في المدرسه التي يعمل به

و كان ضيق الحال لكنه فكر ان ربما عنده قليل من الصحه و المجهود يمكن ان يقدمها لغيره من الثكالى و الفقراء

علمت حينها مصدر نظرة الرضا في عينيه و الإبتسامه الملازمه لشفتيه

و انا جالس عنده رأيت فأرا يجري... فلما اخبرته عن ذلك و عرضت استعدادي اني يمكنني ان اقتله له ... فابتسم و قال انا لا اقتل هذه الأشياء ... او قال لا احب ان اقتل هذه الأشياء خليها تعيش في رزق الله

و مع استغرابي لإجابتي و علمي انه يجوز قتل الحيوانات و الحشرات المضره و الفأر ثابت ضرره ... لكني ابتسمت و علمت ما قد تفعل الطيبه بقلب انسان

رحل عمي احمد سريعا فلم يحتمل قلبه المجهد آلام العالم ... رحل بهدوء شديد ... فربما لم يشعر به غير الفتيات التي طالما كان سببا في كسوتهن و سرتهن!!!

و الآن .... كم منا لديه المال و  الصحه ... و كم منا يعيش بجواره اسر ليس لديهم ما عنده ..... كم منا لديه الفائض من الملابس و المال و الطعام .... و ربما جيرانه لا يجدون ذلك

أليس عمي احمد مثالا يجب ان يحتذي به و اليس عمي احمد يستحق ان اذكره ... بين الطيبين!!!


هذا ما رأيته منه .و لا اعلم البواطن.. و لا اذكي على الله احدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق