الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

سعادة الوهم

استيقظ من النوم على وجه زوجته مثل البدر تفوح عطرها الرائع الآخاذ و الذي تناغم مع شعرها المنساب و ابتسامتها عيونها الجميلة


زينت ذلك كله ببسمة على وجهها و لمسة حانية من يدها الناعم.... اكتملت الصورة بقبله على جبينه بردت قلبه


تناول افطاره  في غمرة شمس الصباح و زقزقة العصافير في حديقة قصره الواسعه.... كان حوله اولاده يلعبون و يأتون و يروحون يختطفوا لقيمات و يجرون للعب و كأن اللعب هو الأساس و الطعام  شئ تكميلي


كانت عيون زوجته متعلقه بعيونه و يداها تلاحقه تارة بلقمة مغموسة في عسلين عسل من الإناء و عسل من كفها الدافئ و مرة بكوب عصير و مرة تصب له الشاي ... و مرة تبرد قلبه ببسمتها و لمعة عيونها  ... من خلف زوجته خضرة رائعه


لم يكد يكمل إفطاره حتى بدأ الموبايل يرن و بدأ يومه المكتظ .... طبع قبله على جبهة زوجته و اولاده و اسرع الى سيرته الفارهه و هرع الى شركته و أعماله


كان رجل الأعمال الأشهر الذي طور و غير و الذي ابدع و عمر لو ينسى بلده و دينه فبنى هناك مسجدا و أنفق الآلاف على افقراء و المساكين


ساند المحتاجين و المخترعين و حارب الفساد..... دعاه الناس كلهم لأن يرشح نفسه عنهم ليدافع عن حقوقهم ويصلح لهم أحوالهم


كان سعيدا جدا جدا ... لف العالم كله و جمع من كل بستان زهرة و بدأ يؤلف سيرته الذاتيه و يظهر في البرامج التليفزيونيه .... كان يتناول طعام الغذاء و كانت زوجته الرائعه تحضر الطبق الرئيسي و تتمايل اليه و وقف ليتناول من يدها الطبق و لم يلتفت و قد حرك الإناء امامه فسقط على الأرض و اهتزت يده فسقط الطبق الرئيسي ....افاق فجأة .... وكأنه نزلت عليه صاعقه قوية


- استغربت زوجته و قلت ... مالك ايه شفت عفريت .... 


- لا ابدا يا رتني شفت عفريت كنت طلبت منه يحققي احلامي


- طيب يا اخويا بتحلم و سايبنا في همنا ... قوم يا اخويا شوف شغلك  النهارده القبض ... هات الفلوس كلها عايزين ندفع مصاريف الأولاد


- طيب فيه اكل


- اهو عندك طبق فول في التلاجه


-ايه يا ستي انتي يعني ما فيش مره القي الأكل سخن و بعدين هتنامي تاني ما تقومي تعمليلك منظر


- عايزني اعمل ايه بقى ... انت يعني دايما عايز تشقيني و تتعبني


- طيب


لم يجد الكثير في طبق الفول فقد التمه الأولاد او كادوا ... لبس بنطلونه و الذي كان ملقى على الأرض بجانب السرير و القميص و قد ظهرت بقعة زيت بجانب اللياقه  و لم يطلع في الغسيل او تكاسلت زوجته ان تنظفه جيدا و طنشت كما تطنش على أشياء كثيرة و طنش هو ايضا او اعتاد ان يطنش


ذهب من بيته و قابل امواج من الناس و التراب و الدخان و توقف على عربية الفول حيث اشترى سندويتشا و كان يريد ان يشتري اكثر و لكن النفقات ثقيله عليه و لا بد من ان يوفر حتى لو وفر من قوته


جلس على الرصيف و تناول سندويتش الفول و ابتسم ابتسامة المغلوب على امره


و تسائل في حزن ما الذي جعل حياته تسير على هذا النحو ... لم يكن يتوقع ذلك ابدا و سرقته الأيام ليجد نفسه في هذه الحال


فكر كثيرا حتى انه لم يشعر بساندوتش الفول و سار الى عمله و في طريقه توقف سائق سيارته و فتح له الباب و رن الموبايل على صوت الوزير و قال له :: يا عم عايزين نخلص المشروع بسرعه علشان نفتتحه قبل الإنتخابات اللى جايه  .. انا معتمد على الله ثم عليك يا بيه


- يا فندم المشروع ماشي وفق الجدول الزمني انت عايزيني اخلصه قبل ميعاده بتلات شهور ... ده صعب شوية يا فندم


- انا عارف انك قادر تعمل ده يا بيه .... بس انت زود العمال شويه
- انا ما اقدرش اتأخر ... احاول يا فندم بس يا ريت تفتكرونا في مشروع صيانه ديوان عام الوزاره
- بتاعك يا بيه بس سلمني المشروع
- حاضر يا فندم


----------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق